لا ولن تغْرب شمسك أبا عمــــــار ...

لا ولن تغْرب شمسك أبا عمــــــار ...

بقلم م./ أحمد منصور دغمش

وكيف لها أن تغرب يا سيدي وأنت نورها ودفئها ... وكوفيتك هي خيوطها الذهبية التي تزين ماضي وحاضر ومستقبل الوطن السليب ... وبزتك العسكرية هي من علم الكليات الحربية في كافة أصقاع الأرض كيف تحترم ذلك اللون الذي يميل إلى حد كبير للون زيتون بلادنا ... وداخل تلك البزة شخصية طاهرة كطهارة الوليد وذكية لحد الدهاء وقوية كالفولاذ وصادقة كالأنبياء وتمتطي نعلاً الخيط منه يشرف أكبر عمامة من عمائم كربلاء ...

لن ترحل لأنك باق في جرحنا وملحنا ... في شمسنا وقمرنا ... في صباحنا وليلنا ... في قلوبنا وبين ضلوعنا ... لن ترحل لأننا نراك شامخاً كجبل النار ونراك دوماً تحقق لنا الإنتصار تلو الإنتصار ... فهل يرحل البطل ؟؟؟ هل يرحل القائد ؟؟؟ هل ترحل فلسطين ؟؟؟ لا لن ترحل فأنت فلسطين وقد عرفناك منذ نعومة أظافرنا ومثلي الكثير عرفك قبل أن يعرف فلسطين ... فكيف ترحل وأنت عنواناً للثوار والأحرار والشرفاء على هذه الأرض وباقي الكواكب الأخرى وأينما توجد حياة ..! رحيلك يا سيدي يجعل عالمنا حالك الظلام ويجعل دنيانا أشبه بدنيا الأشباح ورحيلك يضعنا في دوامة لا نقدر على مقاومتها ولا التسليم لها ... رحيلك يا سيدي يتركنا للأعاصير والزلازل ... لكن ما يعزينا أن مدرستك لن ترحل وتجمع كل شيء ... ففيها نتعلم كيف نضيء الظلمات ونواجه الأشباح ونتغلب على الأعاصير والزلازل وكيف نصنع من أجسادنا قنابل تنفجر في وجه الغاصب والجلاد ... مدرستك يا سيدي فيها إرثاً لا يحصى من البطولات فأنت وطن في رجل وأمه في شخص وداخل أضلاع الكرة الأرضية وأحن من قلب الوالد على ولده ... جعلت لنا مكاناً تحت الشمس وحولت قضيتنا من قضية لاجئين إلى قضية شعب يناضل من أجل وطنه المحتل ... وبحنكتك جعلت جنودك من مخربين إلى فدائيين ...

نحن نفتخر بإنتمائنا وإنتماء فلسطين لك وليس العكس ... فمن ذا الذي ضحى كما ضحيت وأعطى كما أعطيت وحزن لحزن شعبه وفرح لفرحه ؟؟؟ يقول الخاسئون أنك السبب في إضعاف حركتنا الرائدة فتح ..! إن كان ذلك صواباً فإنه من أجل الوطن أنت تجند كل ما تمتلك من قوة وليس مثلهم يجندون الوطن ويستعبدون الشعب ويرملون النساء وييتمون الأطفال من أجل مصالح شخصية ومقابل الأموال التي يدفعها ولاية الفقيه من عاصمة أعداء سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر ويتهمون أمنا عائشة بالزنا وقد برأها رب العزة من فوق سبع سموات ... يتقاضون أجرهم في ذبح وتجويع وهتك أعراض شعبهم من عاصمة أناساً يقولون عن دستورنا الأول 'كتاب الله' بأنه تم حذف آيات منه ورب العزة يقول ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )

نعم يا سيدي أنت جندت كل شيء لخدمة وطنك وغيرك باع الغالي بأبخس الأثمان فأنت رغم أنه يحق لك ما لا يحق لأحد غيرك لم تتجرأ على الدم الفلسطيني ولم تتجرأ على الأعراض والكرامة فأنت هنيئاً لك عفتك وطهارتك ونقائك وهم هنيئاً لهم خيانتهم ورجسهم وعارهم ...

سيدي أبا عمار يا صاحب الكوفية التي أصبحت عنواناً لكل الأحرار صدق من قال ' إن لم يكن من الموت بد فمن العار أن تموت جبانا ' ويكفينا شرفاً أنك لم تكن يوماً إلا بطلاً حتى في أحلك الظروف أثناء حصارك بالمقاطعة وسبطانات دبابات الاحتلال داخل مكتبك كنت تردد شهيداً شهيداً شهيداً أو كنت دوماً صمام الآمان لشعبك ولم تتركه يوماً وتختبئ تحت الأرض حاشاك من ذلك فإنها من صفات تلك الحفنة التي حين يشتد وطيس المعركة يحتمون بالأطفال والنساء ورغم استدعائهم لألف من الاحتياط كما يكذبون إلا أنهم وضعوا خمارات نسائهم على رؤوسهم ودخلوا جحورهم كالجرذان ... فشتان بينك وبينهم يا سيدي فأنت يشهد لك العدو قبل الصديق بالبطولات وإن كان الرحيل مكتوب على كل المخلوقات فأنت رحلت جسداً رحيل الأبطال الأساطير أما روحك الطاهرة فهي ترفرف فوق مآذن القدس وتحرس حدود الوطن من بطش الحاقدين وستبقى سيرتك يا سيدي على ألسنة الأجيال القادمة حتى قيام الساعة فطبت حياً وطبت راحلاً وطاب الثرى الذي احتضنته بقلبك قبل أن يحتضن جسدك الطاهر بقلبه يا سيدي .

وحتى يحين اللقاء لك منا ألف ألف دعاء بالرحمة وإن شاء الله لك من رب العزة ألف ألف سلام وطيب الله ثراك وجمعك مع سيدنا محمد وأبو بكر الصديق والفاروق عمر بن الخطاب والأنبياء والصديقين والصالحين والصابرين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً بالفردوس الأعلى إنه سميع مجيب وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

||
يعطيك العـآفيـه
على هذا الطرح الرآئع
وتسلم الايادي المتألقه دوماً
وردي لك

عصفورة الحب !!!...~
||