((استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لهم نسبا وصهرا))احببت ان اوضح التالي وهو منقول من كتاب سيدات بيت النبوة
حسب ((مارية)) انها دخلت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم , وان آثرها الله تعالى بأمومتها لابراهيم عليه السلام.
وارتبطت ذكراها بذكرى هاجر فى وعي التاريخ وضمير الأمة , ورجعت الاجيال ما بينهما من صلة حميمة , منذ جاءتا الحجاز , فتاتين من مصر هديتين من ملكها: هاجر , ام ولد إبراهيم عليه السلام , و مارية أم ولد محمد صلى الله عليه وسلم.
ولعل أول من ربط بين مارية وهاجر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, في وصيته بأهل مصر محفوظة موتقة, مدونة في صحاح الحديث في (باب وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر)
بعنوان هذا الباب اخرجه مسلم في صحيحه من طريقين حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((انكمن ستفتحون مصر , وهي ارض يسمى فيها القيراط , فإذا فتحتموها فاحسنوا إلى اهلها فإن لهم ذمة ورحما -و قال : ذمة صهرا))
وفي رواية (( استوصوا بأهل مصر خيرا فإن لهم نسبا وصهرا))
النسب من جهة هاجر أم ((إسماعيل عليه السلام )) جد العرب العدنانية , والصهر من جهة مارية القبطية أم ابراهيم بن محمد صلى الله عليه وسلم ))
ففي أهل مصر خئولة ولد إبراهيم و محمد عليهما الصلاة والسلام.
وتداول الحفاظ حديث الوصية النبوية بأهل مصر , فرواها (( ابو يعلى الموصلي)) في مسنده و(( ابو القاسم الطبراني)) في معجمه الكبير و ((نور الدين الهيثمي )) في مجمع الزوائد.
وقد فتحت مصر سنة عشرين , بعد تسع سنين من وفاة المصطفى صلى الله عليه وسلم , فكانت الوصية من وثائق الفتح : ذكرها ((عمرو بن العاص رضى الله عنه)) في مفاوضات الصلح بينه وبين مندوبي المقوقس, قال لهما فيما قال: (( و قد أعلمنا نبينا صلى الله عليه وسلم ؟أنا مفتتحوكم , و أوصانا بكم , حفظنا لرحمنا فيكم و إن لكم - إن أجبتمونا - ذمة إلى ذمة , و مما عهد إلينا أمير المؤمنين : استوصوا بالقبطيين خيرا , فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم اوصانا بالقبطيين خيرا لأن لهم رحما وصهرا))
واخرج مؤرخوا مصر الاسلامية حديث الوصية في كتب فتوح مصر وفضائلها , فأخرجها من عدة طرق (( ابن عبد الحكم أبو القاسم عبد الرحمن ) في مستهل كتابه (فتوح مصر ) والربيع الجيزى في (من دخل مصر من الصحابة رضي الله عنهم) و من بعدهما من المؤرخين الحفاظ أبي جعفر الطحاوي , وابن يوسف الصدفي في تاريخيهما الكبيرين , إلى التقى المقريزي , وابن تغرى بردى في (النجوم الزاهرة) و الجلال السيوطي في ( حسن المحاضرة)
و دخل حديث الوصية في كتب الدلائل , أذكر منها: (دلائل النبوة لأبي بكر البيهيقي و لأبي نعيم الاصبهاني
وكذلك أخذت بلدة (حفن, من كورة أنصنا) الاثرية القديمة من صعيد مصر موضعها من كتب المؤرخين والجغرافيين