الأشجــــــــــار تمــــوت واقفـــــــــة والانسان يموت نائما

الأشجــــــــــار تمــــوت واقفـــــــــة

ــــــــــــــــ

لو لم يخلقني الله إنسانا .. لتمنيت أن أكون شجرة لأنني من أشد المعجبين بهذا المخلوق النباتي

فالأشجار من الكائنات التي تمتاز بالشموخ والعطاء

فهي دائما واقفة جذورها في الأرض وفروعها في السماء

ومهما قست عليها الطبيعة فأنها تعطي دائما الخضرة والثمار

واذا نضب عليها الماء مددت جذورها في باطن الأرض باحثة عن سر الحياة

واذا اشتدت عليها الريح فانها تنحني بمنتهي الكبرياء .. لتسمح لهذه العواصف بالعبور ,,

وتعود مرة أخري إلي الوقوف في شموخ

وحتي عندما يجثم الموت باجنحته السوداء عليها فانها تموت واقفة



فالحياة في مملكة الانسان تحولت الي صراع رهيب لا يخضع لأداب القواعد الحضارية بل أصبح الصراع اليومي

في البيت في الشارع في العمل في الإنترنت وفي اي زمان ومكان

تحكمه اللا أخلاقيات والفهلوة

لم تعد الصداقة والأخلاق الحميدة وروح الفرسان عملات .. تصلح لهذا الزمان الردئ

بل أصبح الغش والخيانة والخداع والمكر

كلها اسس التعامل اليومي الذي له الرصيد الأعلي والكلمة القوية في مملكة الإنسان

والتي أصبحت بحق أكثر وحشية من مملكة الوحوش في الغابة

فالحيوانات الضارية لا تفترس الحيوانات الوديعة أو تقتل فرائسها الا اذا كانت جائعة فقط ..

اما الإنسان كلما زاد شبعه اشتدت وحشيته ولا يردعه حتي الموت



فكم تمنيت أكون سمكة لأني من عشاق البحر الا ان الاسماك لها نفس طباع الانسان لا تعرف الشبع ولا التعايش السلمي

بل تعيش سلسلة طويلة من المعارك الحياتية اليومية لتدافع كل سمكة عن نفسها شر العدوان

واذا استطاعت الاسماك ان تهرب او تتعايش مع العدوان تحت سطح البحر

فان الانسان يتدخل بقسوته ليضع الحد لحياة كثير من الاسماك بجميع وسائل الصيد المختلفة


لذلك افضل ان اضع الشجرة في قمة الكائنات الحية في قائمة الرقي والسمو



لانها كائن معطاء محب للحياة

لا يصدر عنه الشرور او العدوان التي تعاني منها الكائنات الاخري

واجدني دائما افضل تأمل الاشجار وهي واقفة ولو كانت جرداء بلا حياة !!



















ماشألله

























ماشالله